مستقبل المسرح السعودي الرقمي وفلسفة ما بعد الدراما دراسة استكشافيه لرؤية خبراء المسرح والرقمنة بالمملكة العربية السعودية
الكلمات المفتاحية:
المسرح السعودي الرقمي، مابعد الدراماالملخص
هدفت الدراسة إلى استكشاف مستقبل المسرح السعودي الرقمي من خلال توظيف فلسفة ما بعد الدراما كإطار تحليلي، وذلك لتحديد دور الرقمنة في تطوير المسرح السعودي بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030. ركزت الدراسة على رصد وتحليل آراء الخبراء في مجالي المسرح والتقنيات الرقمية لتوضيح الفرص والتحديات المرتبطة بدمج التكنولوجيا الحديثة في الإنتاج المسرحي، مع تسليط الضوء على تأثير فلسفة ما بعد الدراما في تحويل بنية العرض المسرحي ودور الجمهور.
استخدم الباحث المنهج النوعي الوصفي الاستكشافي، حيث تم جمع البيانات عبر مقابلات معمقة مع تسعة عشر خبيراً مقسمين إلى ثلاث مجموعات رئيسية تشمل: خبراء المسرح، خبراء الرقمنة، وصناع القرار في القطاع الثقافي السعودي. وامتدت فترة الدراسة من فبراير 2024 إلى يناير 2025.
تناولت الدراسة مفهوم الرقمنة بوصفه أداة مركزية في تحديث المسرح، حيث أشار الخبراء إلى دور تقنيات مثل الواقع الافتراضي (VR)، الواقع المعزز (AR)، وتقنية الهولوجرام في تقديم عروض مبتكرة تزيد من تفاعل الجمهور وتجعل التجربة المسرحية أكثر غنى ومرونة. كما أبرزت الدراسة أهمية الرقمنة في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 عبر تعزيز الهوية الثقافية للمملكة وتوسيع نطاق جمهور المسرح ليشمل فئات جديدة محلياً ودولياً.
أظهرت النتائج أن استخدام التكنولوجيا يتيح إمكانية إنشاء بيئات افتراضية غامرة تعزز من تجربة الجمهور وتجعلهم جزءاً فعالاً من العرض المسرحي، مما يعكس جوهر فلسفة ما بعد الدراما التي تركز على التجارب الحسية والتفاعلية بدلاً من السرد التقليدي. ومع ذلك، سلطت الدراسة الضوء على تحديات متعددة، أبرزها نقص الكفاءات التقنية المتخصصة، وارتفاع تكاليف التقنيات الرقمية، ومقاومة بعض المسرحيين التقليديين لاستخدام التكنولوجيا.
تضمنت التوصيات ضرورة الاستثمار في تطوير البنية التحتية الرقمية للمسارح السعودية، وإنشاء برامج تدريبية متخصصة في تقنيات المسرح الرقمي تستهدف المخرجين، المصممين، والممثلين. كما دعت الدراسة إلى تعزيز التعاون مع الشركات التقنية العالمية لتطوير حلول مبتكرة تلائم احتياجات المسرح السعودي، وإنشاء منصات رقمية تعرض المسرحيات افتراضياً وتساهم في أرشفة الأعمال المسرحية. بالإضافة إلى ذلك، أوصت الدراسة بدمج مفاهيم الرقمنة وفلسفة ما بعد الدراما ضمن المناهج الأكاديمية لتعزيز الإبداع التقني في المسرح.
خلصت الدراسة إلى أن الرقمنة في المسرح السعودي تمتلك إمكانيات هائلة لتحويله إلى منصة إبداعية عالمية تتجاوز الأطر التقليدية، مما يجعلها أداة محورية لتحقيق الأهداف الثقافية والاقتصادية لرؤية السعودية 2030. ومع ذلك، فإن النجاح في هذا المجال يتطلب توازناً دقيقاً بين التكنولوجيا والجوهر المسرحي التقليدي لضمان تقديم تجربة فنية مبتكرة ومستدامة.